ختام مؤتمر "مصر تتغير"

تاريخ النشر

تناولت آخر جلسات مؤتمر "مصر تتغير" التحولات الطارئة على الإعلام المصري، وخاصة الإعلام الحكومي، بعد ثورة 25 يناير، وأدار الجلسة الكاتب الصحفي جميل مطر، وقد أوضح في البداية أن الثورة قادت تحولاً في موقع الإعلام داخل العملية السياسية، وفي العلاقة بين الحاكم والمحكوم، فوسائل الإعلام الجديد من مواقع إلكترونية ورسائل نصية قصرت المسافة بين الطرفين، وجعلت التفاعل مباشرًا.


وتحدث الكاتب الصحفي سعد هجرس عن أزمة القيم في الإعلام المصري، مشيرًا إلى أن الثورة المصرية يجب أن تطال كل أشكال الحياة، وعلى رأسها الإعلام المصري الذي تحكمه هياكل متخلفة رغم حدوث ثورة اتصالية وظهور أشكال جديدة من الإعلام على مستوى العالم. وأوضح هجرس أن الإعلام في مصر في السنوات العشر الأخيرة شهد شكلاً من الحرية غير المؤسسية، وذلك لتقييد حق الإصدار، وعدم وجود قانون للمعلومات، ووجود تشريعات مناهضة لحرية التعبير، وانهيار تقاليد المهنة داخل الوسط الصحفي، وأكد أن هذه المحاور مثلت جوهر أزمة الإعلام، منوهًا أن 25 يناير ما كانت لتنجح لولا وجود إعلام حقيقي داعم لها.


وتناولت الكاتبة الصحفية أمينة خيري موقف الإعلام الرسمي من الثورة، موضحةً أنه لا يمكن حل أزمة الإعلام دون معرفة أزماته؛ فرغم أن ملكية هذا الإعلام هي للدولة ومن ثم للشعب، غير أنه تحول إلى إعلام حزبي يعبر عن الحزب الوطني الحاكم، وخصوصًا بعض قطاعاته. واستعرضت نماذج لبعض المتحولين من رموز هذا الإعلام قبل وأثناء وبعد الثورة، وأكدت على ضرورة محاسبة الإعلام لتصحيح أخطائه.


بعد ذلك شرح الأستاذ سعيد شحاتة أن مصطلح "الإعلام المتحول" يشير إلى الإعلام الذي غير من سياساته والإعلام الجديد، وأشار أن الإعلام المتسلط يتشابه في خصائصه، كما أثبتت التجربتان المصرية والتونسية. ورغم نجاح ثورة 25 يناير، لايزال الإعلام المصري الرسمي يروج لدعاوى الاستقرار وعودة الثوار إلى بيوتهم والاكتفاء بما تم تحقيقه، وهي نفسها الدعاوى السائدة أثناء الثورة. ونادى ببعض التوصيات مثل؛ وجود سياسات تحريرية واضحة، وإنشاء هيئة لمراقبة الأداء الإعلامي، وإبعاد كل الوجوه الإعلامية المرتبطة بالنظام السابق، وقيام الإعلام بدوره في التوعية بالمرشحين وبالمفاهيم السياسية الشائعة كالديمقراطية والدولة المدنية.


وأكد الأستاذ رامي إبراهيم أن الإعلام الرسمي المصري اتجه في السنة الأخيرة لمحاصرة وسائل الإعلام المستقلة والحزبية وتهديد بعضها بوضوح وذلك للتوسع على حسابها. ومع اندلاع الثورة ساد خطاب واحد يتحدث عن ظهور بعض المندسين في ميدان التحرير وذوي الأجندات الأجنبية، ومع صمود الثوار، ظهر للعيان أن هذا الإعلام وقع في مأزق انعدام المصداقية. وشدد إبراهيم على ضرورة إعادة بناء السياسات التحريرية لهذه المؤسسات دون الاقتصار على تغيير الأشخاص.


ورأى الدكتور ياسر عبد العزيز أن الإعلام الرسمي المصري لم يشهد تحولاً، فمازال إعلام السلطة رغم تغير صاحبها، ولكن مأزق هذا الإعلام أنه اتضح زيفه، وشدد على ضرورة الاتفاق على مخرج لإيجاد منظومة إعلامية تحظى بالمصداقية من خلال تمثيل القيم الاجتماعية والدستورية، مثل حرية التعبير، وتنظيم مؤسسات الإعلام ذاتيًّا واستقلالها عن مؤسسات الدولة، وإيجاد مؤسسات الدقة العامة التي تضع ثبتًا من القيم الدستورية ومواثيق الشرف والعقاب.
 


شارك