مشروع متكامل بمكتبة الإسكندرية لتوثيق حياة الرئيس الراحل محمد أنور السادات
تاريخ النشر
الإسكندرية—
"إن التاريخ يعلمنا أن ما يصنعه الأبطال في تاريخ الأمم لا يذهب بغيابهم .. وإنما قيمة الإسهام العظيم لأبطال الإنسانية أن ما يصنعونه له قدرة البقاء بعدهم". انطلاقًا من تلك الكلمة الخالدة للرئيس الراحل محمد أنور السادات، ستنظم مكتبة الإسكندرية، خلال الأيام القليلة القادمة،احتفالية بمناسبة إطلاق مشروع توثيق حياة الرئيس الراحل محمد أنور السادات. تُستهل الاحتفالية بكلمة الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية، ويليها وعرض لـ "بانوراما التراث" (Culturama)، وافتتاح متحف السادات، الذي يضم مجموعة كبيرة من أندر مقتنياته ومتعلقاته الشخصية، وكذا تدشين أكبر موقع إلكتروني توثيقي على شبكة الإنترنت يؤرخ لحياة السادات.
بدأت الفكرة الأساسية للمشروع برعاية خاصة من السيدة الفاضلة سوزان مبارك، رئيس مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، والتي حرصت على أن يكون للرئيس السادات متحفًا داخل المكتبة وموقعًا إلكترونيًا يؤرخ لحياته. وقد تفضلت السيدة جيهان السادات بتقديم مجموعة من أندر مقتنيات الرئيس الراحل لتكون نواة المتحف الجديد، بالرغم من القيمة الإنسانية الكبيرة التي تمثلها هذه المقتنيات بالنسبة لها.
وقال الدكتور سراج الدين أن المتحف يعد الأول من نوعه عن الرئيس السادات في مدينة الإسكندرية، وهو يأتي في إطار توثيق المكتبة لتاريخ مصر الحديث والمعاصر. وأضاف أنه تم تخصيص جناح كامل بجوار القبة السماوية يقع على مساحة 200 متر لمتحف الرئيس الراحل السادات، مشيراً إلى أن الدكتور حسين الشابوري، الأستاذ بكلية الفنون الجميلة، قام بالتنسيق المتحفي واختيار الموقع.
وسيشاهد الزائر قبل دخول المتحف عرض "بانوراما التراث" (Culturama) وهي عبارة عن تسع شاشات عرض، كل شاشة تختص بفترة زمنية من حياة الرئيس الراحل ويستغرق العرض حوالي 20 دقيقة، قام بإعداده مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي الذي يديره الدكتور فتحي صالح.
ونوه الدكتور خالد عزب، مدير إدارة الإعلام والمشرف على مشروع توثيق حياة السادات، إلى أن المتحف يضم عدداً من الأوسمة والنياشين والأنواط والقلادات والميداليات التي حصل عليها الرئيس الراحل خلال مراحل حياته المختلفة، بالإضافة إلى المقتنيات المختلفة أهمها البدلة العسكرية التي كان يرتديها الرئيس الراحل يوم العرض العسكري في 6 أكتوبر 1981 مغطاة بدمائه، كذلك جهاز الراديو الخاص بالسادات، ومكتبه، ومكتبته الشخصية إلى جانب عصاه الشخصية، و"البايب" الخاص به؛ بالإضافة إلى تسجيل القرآن الكريم بصوت الرئيس السادات، وأوراقاً شخصية.
أما فيما يتعلق بالأرشيف الرقمي الذي يوثق حياة الرئيس الراحل أنور السادات، فالموقع الإلكتروني يتميز بسهولة العرض، حيث يستطيع الزائر الحصول على المعلومات بسهولة ويسر. يمكن تصفح الأرشيف الرقمي من خلال عدد من المداخل الرئيسية؛ هي: الخطب، والصور، والأفلام التسجيلية، والوثائق، والإصدارات الفنية، والأرشيف الصحفي. كما يمكن للزائر، من خلال الصفحة الرئيسية للموقع الإلكتروني، الاطلاع على السيرة الذاتية الكاملة للرئيس. ويمكن البحث في الموقع من خلال عدة خيارات؛ هي: البحث في فترة زمنية محددة، والبحث الصرفي، والبحث المطابق، والبحث المتقدم، والبحث في المحتوى أو العنوان.
قام فريق العمل بالمشروع على توثيق 1116 خطابًا نصيًّا، بالإضافة إلى بـ 35 خطبة مرئية نادرة للرئيس السادات؛ من أبرزها خطاب الرئيس الشهير في الكنيست عام 1977. كما اهتمت مكتبة الإسكندرية بالعمل على استعراض كم هائل من الصور النادرة المتعلقة بالسادات لأول مرة على الشبكة العنكبوتية، والتي تعدت الـ 14000 صورة تغطي عددًا كبيرًا من الأحداث الرسمية والزيارات واللقاءات في الفترة ما بين عامي ١٩٥٢ و١٩٨١. كما يضم موقع السادات أكثر من 200 فيلم تسجيلي نادر، وقد حصل فريق عمل المشروع على مجموعة كبيرة متنوعة ونادرة من الوثائق بلغ عددها أكثر من 940 وثيقة مصرية وأمريكية. كما عنيت المكتبة منذ بداية المشروع بالتنويع بين المواد التاريخية، فكان ذلك بمثابة الدافع وراء إنشاء مدخل الإصدارات الفنية وتزويده بمجموعة من المواد النادرة؛ حيث ينقسم إلى أربعة أقسام فرعية؛ هي: الطوابع، والكاريكاتير، والصور المرسومة، والكروت التذكارية. ويحوي موقع السادات أيضًا توثيقًا للأرشيف الصحفي للرئيس الراحل.
وقد تعاونت العديد من الجهات والأسر والشخصيات العامة مع مكتبة الإسكندرية من أجل هدف واحد، وهو أن يخرج هذا المشروع في أبهى صورة، ومن هذه الجهات: أسرة الرئيس محمد أنور السادات، وأسرة فوزي عبد الحافظ، والهيئة العامة للاستعلامات، وأخبار اليوم، ودار الهلال.
وأشار الدكتور خالد عزب أنه سيتم وضع تلك المقتنيات بشكل يليق بزعيم عربي لا ينقطع الحديث عنه في وسائل الإعلام لارتباط اسمه بحدثين تاريخيين؛ هما: حرب أكتوبر 1973، والمبادرة التاريخية للسلام 1977 والتي انتهت بتوقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل.